فصل: المقالة الخامسة: أحوال المعدة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الأورام الصلبة الغليظة:

قد يكون ابتداء وقد يكون عن انتقال من الأورام الحارة وعلى ما قد عرفته في الأصول وفي النادر يكون عن ورم بلغمي عرض له أن يصلب ويدل عليه مع دلالة الأورام صلابة المجس المعالجات: القانون في هذا أيضاً أن لا تخلي الأدوية المحللة عن القابضة وكل الأدوية التي كانت شديدة التحليل في آخر الأورام الحارة فإنها نافعة ههنا ويجب أن يسقوا لبن اللقاح دائماً.
ومما ينفعهم أن يؤخذ ثلاثة مثاقيل من دهن الخروع بطبيخ الخيارشنبر وهو ممروس في ماء الأصول وان احتيج إلى ما هو أقوى جعل في ماء الأصول من فقاح الأذخر والمصطكي والبرشارشان مع سائر الأدوية جزء جزء.
وإذا جعل مع دهن الخروع من دهن السوسن مقدار درهم ومن دهن اللوز مقدار درهمين كان نافعاً وكذلك إذا سقيت هذه الأثمان بماء العسل.
ويجب أن يستعمل في ضماداته مخّ عظام الإبل ومخ ساق البقر وإهال سنام البعير.
ومن الأدوية النافعة في ذلك وفي الدبيلات أن يؤخذ إكليل الملك وحلبة وبابونج وحب الغار والخطمي وأفسنتين من كل واحد جزء أشق قفر من كل واحد ثلثا جزء تحل هذه الصموغ في طبيخ عشرين تينة بالطلاء ويسحقه كالعسل ثم يجمع به الأدوية ويتخذ منه ضمّاد فإنه عجيب.
ضماد آخر: يؤخذ وسخ الكوارة ستة أجزاء ميعة جزأين مصطكي جزء علك البطم نصف ضماد آخر: يؤخذ أشق مائة شمع مائة إكليل الملك أثني عشر زعفران مرّ مقل اليهودي من كل واحد ثمانية دهن البلسان رطل.
ومما هو نافع لهم جداً دهن عصير الكرم.
ومما ينفعهم جداً طبيخ الايرسا بالخيارشنبر والضماد الذي ذكرناه في باب ضعف المعدة مع صلابة.
نسخة ضماد جيّد: يؤخذ مصطكي كندر أفسنتين من كل واحد جزء أشق زعفران جزأين جزأين سعد ثلاثة قيروطي بدهن الناردين قدر الكفاية وإذا اتفق ما هو قليل الاتفاق من انتقال الورم البلغمي إلى الورم الصلب فأوفق علاجه ضماد بهذه الصفة: يؤخذ أشق ومقل وبزر الكرنب ميعة سائلة ولوز مرّ ومصطكي وسنبل وأذخر وسعد تحل الصموغ ويسحق غيرها ويجمع ضمّاداً وغذاؤهم مثل الهليون واللبلاب ودهن لوز حلو وخصوصاً لما كان انتقل من الورم الحار.

.فصل في الدبيلة في المعدة:

كثيراً ما يحرف الأطباء عن تدبير الورم في المعدة فينتقل خرّاجاً وكثيراً ما يبتدئ.
العلامات: قد ذكرنا علامات ابتدائها في باب أورام المعدة الحارة.
المعالجات: يجب أن تبادر إلى الفصد وإلى تبريد المعدة المورمة ورماً حاراً خارجاً وداخلاً بما يمكن ليمنع صيرورته دبيلة.
فإن صار دبيلة وأخذ في طريق النضج فيجب حينئذ إن كان الأمر خفيفاً وتوهّمت نضجاً قريباً أن تسقيه اللبن الحليب مرة بعد أخرى مع الماء الحار وتجسّ الصلابة وتنظر هل تنغمز وتترقّب هيجاناً وقشعريرة وانغماز ورم فإن لم يغن ذلك فيجب أن تسقيه ماء الحلبة والحسك ودهن اللوز الحلو.
فإن احتجت إلى أقوى من ذلك وكان الأخذ في طريق النضج قد زاد على الأول جعلت فيه دهن الخروع.
ومما هو مجرب في ذلك أن يسقى صاحبه طرحشقوق يابس وزن درهم ونصف بزر المرّ وحلبة درهم درهم يسحق ذلك ويشرب ببعض الألبان الحليب الحارة مثل لبن الأتان والماعز ومقدار اللبن ثلاثة أواق ويخلط معه من السكر وزن ثلاثة درهم.
ومما هو مجرّب أيضاً أن يؤخذ من ورق الطرحشقوق اليابس أوقية الحلبة أوقيتان بزر المرو أربع أواق يدقّ وينخل ويعجن بلبن الماعز ودهن السمسم ويتخذ ضمّاداً.
وينبغي أن يحمّم بالماء الفاتر ويخبّص على الدبيلة بشيء متخذ من التين والبابونج والحلبة مطبوخة وفيها أفسنتين ليقوّي.
والمراد من جمع ذلك أن ينضج الورم وينفجر فإذا حدست نضجاً وكنت قد استعملت التحميم المذكور والضمادات وأعقبتها بضمّاد التين المذكور فرشت له فرشاً مضاعفة في غاية الوطاء والدفاء وأمرته أن ينام عليها منبطحاً حتى ينفجر تحت هذا الانضغاط ورمه وأنت تعرف أنه قد انفجر بالضمور والتطامن وبما يقذف ويختلف به من القيح والدم ويجب أن يسقى حينئذ الصبر بماء الهندبا فإذا انفجر سقي الملحمات.
على أن من قاء القيح من معدته كان إلى اليأس أقرب منه إلى الرجاء فإذا حدست أن في المعدة قيحاً فأخرجه بالإسهال ولا تحرّكه إلى القيء وإذا لم ينجع مثل هذه الأشياء استعملت الأدوية المذكورة في باب الأورام الصلبة.
وأما الأغذية الموافقة لهم في أوائل الأمر فالاحساء المتخذة بالنشاء والشعير المقشّر وصفرة البيض وفي آخره ما يقع فيه شبث وحلبة بمقدار حسب ما تعلم قانون ذلك.

.فصل في القروح في المعدة:

إن القروح والبثور قد تعرض للمعدة لحدّة ما يتشرب جرمها من الأخلاط وما يلاقيه منها وكثيراً ما يكون بسبب ما يأتيها من غيرها فإنه كثيراً ما تتقرح المعدة من نوازل تنزل إليها من الرأس حادة لذّاعة قابلة للعفونة تتعفن فتتأكّل إذا طال النزول.
العلامات: كثيراً ما تؤدي قروح المعدة خصوصاً في أسفلها إلى صغر النفس ودرور العرق والغشي وبرد الأطراف.
وقد يدل على القروح في المعدة نتن الجشاء وارتفاع بخار يورث يبس اللسان وجفافه ويكون القيء كثيراً وإذا كان في المعدة بثور كثر الجشاء جداً.
وقد يفرق بين القرحة الكائنة في المريء وبين الكائنة في فم المعدة أن الكائنة في المريء يحس الوجع فيها إلى خلف بين الكتفين وفي العنق إلى أوائل الصدر ويحقق حالها نفوذ المزدرد فإنه يدل على الموضع الألم باجتيازه فإذا جاوز هذا الوجع يسيراً.
وأما الكائنة في فمّ المعدة فيدل عليها أن الوجع يكون في أسافل الصدر أو أعالي البطن ويكون أشد والمزدرد يدل عليها عند مجاوزة الصدر وأكثره يميل إلى جهة المراق ويصغر معه النفس ويبرد الجسد ويؤدي إلى الغشي أكثر.
وأما الكائنة في قعر المعدة فستدلّ عليها بخروج قشر قرحة في البراز من غير سحج في الأمعاء ووجود وجع بعد استقرار المتناول في أسفل المعدة ويكون الوجع يسيراً.
ويفرق بين القرحة في المعدة والقرحة في الأمعاء موضع الوجع عند دخول الطعام على البدن ويكون خروج القشرة التي تخرج في البراز نادراً وتكون قشرة رقيقة من جنس ما تخرج من الأمعاء العليا.
ويستدل على أنها من المعدة بأن الوجع ليس في نواحي الأمعاء بل فوق إلا أنه كثيراً ما يلتبس فتشبه الدوسنطاريا العالي وهو الكائن في الأمعاء العليا فيجب أن تتفرّس فيه جيداً.
وأما في القيء فإن القشرة إذا خرجت لم يكن إلا لقرحة في المريء أو المعدة ويجب إذا أردت أن تمتحن ذلك أن تطعم العليل شيئاً فيه خل وخردل.
المعالجات: الجراحة الطرية التي تقع فيها يجب أن تعالج بالأدوية القابضة وتجعل الأغذية سريعة الهضم أيضاً وتبعد الأدوية القرحية التي يقع فيها زنجار وأسفيداج ومرتك وتوتيا وأمثال ذلك بل يجب أن تعالج قروح المعدة والأكلة فيها أولاً بالتنقية بمثل ماء العسل والجلاب ولا يجب أن يكون في المنقّي قوة من التنقية فيؤذي ويقرح أكثر مما ينقّي وينفع بما يزعزع بل يجب أن يكون جلاؤها وغسلها إلى أسفل.
فإن كان هناك تأكل ولحم ميت فيجب أن يداوى بدواء ينقّي اللحم الميت ويلحم وينبت.
وما أوفق أيارج فيقرا لذلك فإذا نقى وجب أن يسقى مخيض البقر المنزوع الزبد وشراب السفرجل والرمان ونحوه ويسقى أيضاً ماء الشعير بماء الرمان وجلاب الفواكه القابضة وربما احتاجوا إلى التغذية ببطون العجاجيل والجداء المحللة.
واعلم أنك ما لم تنق الوضر أجمع فلا منفعة في علاج آخر ولا استعمال مدملات.
وإذا استعملت الملحمات وكانت العلة في ناحيتي المريء وفم المعدة فاجعل فيها من المغريات شيئاً صالحاً مثل الصمغ والكثيراء وقد ينفع من قروح المعدة الفلونيا وينفع أيضاً أقراص الكهرباء لا سيما إذا كان هناك قيء دم وينفع منه جميع ربوب الفواكه القابضة وقد ينقع رب الغافت وربّ الأفسنتين وإذا كان في المعدة قروح ولم يكن بد من الإسهال لداعٍ من الدواعي فيجب أن يسهل بمثل الخيارشنبر وإن عرض من القروح إسهال فيجب أن يعالج بأقراص الطباشير والربوب القابضة بماء السويق المطبوخ.
وإذا كان هناك أكلة فيعالج بما ذكرناه في علاج نفث الدم وأنت تعلم ذلك.

.فصل في علاج البثور في المعدة:

ينفع منها التنقية بمداراة ما يرخص في الاستسهال به في قروح المعدة حب الرمان بالزبيب واللبن المنضج بالحديد المحمى.
وأما من عرض له انخراق معدته فلا يتخلص إلا قليلاً من خرق قليل ومع ذلك فينبغي أن لا يهمل حاله وتشتغل بعلاجه فعسى أن يتخلص منه.

.المقالة الخامسة: أحوال المعدة:

من جهة ما تشتمل عليه ويخرج عنها وشيء في أحوال المراق وما يليها.

.فصل في النفخة:

النفخة قد تكون بسبب الطعام إذا كان فيه رطوبة غريبة تستحيل ريحاً ولا يمكن الحرارة وإن كانت معتدلة أن تحللها من غير إحالة الريح وقد تكون بسبب الحرارة الهاضمة إذا كانت ضعيفة فإن الغذاء وإن كان غير نافخ في طباعه فإذا ضعفت عنه الحرارة بخرت وأحدثت ريحاً فإن المادة التي ليس في جوهوها نفخ كثير فإنها لا تحدث في الجوف نفخاً إلا أن تكون الحرارة مقصرة فتحرك ولا تهضم.
كما أن عدم الحرارة أصلاً لا يصحبها نفخ ولو من نافخ.
وكل ما لا يحدث عنه نفخ فإنما لا يحدث عنه النفخ إما لبراءته عن ذلك في جوهره وإما لسببين من غيره أحدهما استيلاء الحرارة عليه والآخر البرد الذي لا يحرك شيئاً.
وربما كانت الحرارة مستعدة للهضم والمادة مجيبة إليه فعورضت بما يقصر بها عنه من شرب ماء كثير عليه أو حركة مخضخضة له.
وربما كان مزاج الغذاء نفاخاً كاللوبيا والعدس ونحوه فلم تنفع قوة القوة واجتناب مواقع الهضم إلا أن تكون الحرارة شديدة القوة والمادة شديدة القلة ومن الأشربة النفاخة الشراب الغليظ والحلو اللهم إلا أن يكون حلواً رقيقاً فيتولّد عنه ريح لطيفة ليست بغليظة.
وربما كان سبب النفخة كون الطعام حاراً بطباعه فإنه إذا صادف حال ما يسخن عند الهضم ويخرج من كونه حاراً بالقوة إلى كونه حاراً بالفعل مادة باردة رطبهّ حللها وبخّرها.
وربما كان سبب النفخ والقراقر خواء البطن مع رطوبة فجّة زجاجية في المعدة والأمعاء فإنها إذا اشتغلت الحرارة الطبيعية عنها بالأغذية كانت هادئة وإذا تفرّغت لها الحرارة تحلّلت رياحاً.
وربما كان السبب في ذلك أن الطبيعة إذا وجدت خلاء وتحركت القوة أدنى حركة حرّكت الهواء المصبوب في الأفضية وتحركت معها البقايا من أبخرة الرطوبات فكانت كالرياح.
وقد يكون السبب فيه كثرة السوداء وأمراض الطحال وكثيراً ما يصير البرد الوارد على البدن من خارج سبباً لنفخة ورياح يمتلئ منها البدن لما ضعف من الحرارة الفاعلة في المادة فتجعل عملها نصف عمل وعملها الإنضاج للرطوبات ونصف العمل التبخير.
وإذا كثرت النفخة في أجواف الناقهين أنذرت بالنكس والعلة المراقبة أكثرها يكون لشدة حرارة المعدة وانسداد طرق الغذاء إلى البدن فيرجع ويحتبس في نواحي المعدة يحمّض الجشاء ويحدث قيء مضرس لا سيما إن شارك الطحال ويكون البراز غليظاً رطباً ويغلظ الدم وربما يكون هناك ورم يبخر بخاراً سوادياً يحدث المالنخوليا.
العلامات: ما كان سببه تولّد الريح والنفخة فيه جوهر الطعام فقد يدلّ عليه الرجوع إلى تعرّف جوهر ما يتناول وأن النفخة لا تكون كبيرة جداً وفي أوقات كثيرة ولا في أوقات جودة الغذاء وأن الجشاء إذا تكرر مرتين أو ثلاثة سكّن من غائلته.
وكذلك إذا كان السبب فيه خلطاً تدبّر عليه بتناول الماء الحار أو الحركة المخضخضة.
وبالجملة ما يعارض القوة الهاضمة فإن جميع ذلك يعرف بوجود السبب وزوال النفخة مع تغير التدِبير والفرق بين النفخة السوداوية والتي من أخلاط رطبة فجة أن النفخة السوداوية تكون المعالجات: إن كان سبب النفخة طعاماً نفّاخاً هجر إلى غيره وأحسن التدبير في المستأنف ولم يعارض الهضم وإلى أن يفعل ذلك فيجب أن ينام صاحبه على بطنه فوق مخدة محشوة بما يدفئ كالقطن.
وإن كان سببه برودة المعدة وضعفها عولج بما يجب مما ذكرناه في بابه ومرّخت بدهن طبخ فيه المطفات الكاسرة للرياح كالنانخواة والكاشم والكمون.
وإن احتاج إلى أقوى من ذلك فالسذاب وبزره وحب الغار والأنجدان وسيساليوس ويكون دهنه دهن الغار ودهن الخروع وما أشبه ذلك.
وربما كفى تمريخ العنق بدهن مزج به الشبث وما يجري مجراه ثم بمرهم قوي التحليل مثل مرهم يتخذ بالزوفا والشبث وماء الرماد ونحوها.
وربما احتيج إلى الحقن بمثل هذه الأدهان وربما يجعل فيه الزفت.
وإذا كان البرد من مادة غليظة لم نسق هذه الأدوية فإنها ربما زادت في تهييج الرياح بل يجب أن تنقى المادة أولاً ثم نسقيها.
وإن كان البرد ساذجاً أو كانت المادة قليلة لم نبال بذلك بل سقيناها.
ومما نسمّيه ويعظم نفعه حزمة من الجعدة تطبخ في الماء طبخاً شديداً ثم يسقى منه أو يخلط طبيخ الفودنج النهري بعسل ويسقى منه.
وطبيخ الخولنجان نافع منه جداً.
والخولنجان المعجون بالسكبينج ومما هو عظيم النفع في النفخ خاصة الجندبيدستر إذا سقي بخل ممزوج بماء ورد مع زيت عتيق وخصوصاً خل الانجدان أو العنصل.
وقيل إن كعب الخنزير المحرق جيد في ذلك وربما كفاك فيما خفّ من ذلك أن تسقيه الشراب الصرف على طعام يسير ويشربه وينام عليه فيقوم بريئاً من أذاه.
ومما ينفع هذا المروخ الذي نحن واصفوه.
ونسخته: يطبخ شونيز وحب الغار وسذاب في الشراب طبخاً شديداً ويصفّى ثم يطبخ من الدهن نصف ذلك الشراب في ذلك الشراب ويطبخ حتى يبقى الدهن ثم يمرخ به.
وكذلك دهن الشونيز.
قال بعضهم الجمسفرم نافع جداً للصبيان الذين تنتفخ بطونهم.
والنفخة اللازمة السوداوية تعالج بمثل الشجرينا والقنداذيقون والنانخواه وإن احتيج إلى استفراغ قوي استعملت حب المنتن فيوضع عليها إسفنجة مبلولة بخل ثقيف جداً وأجوده خل الأنجدان فإنه ينفع منفعة بيِّنة.